الدكتور / مصطفي محمود رحلة عالم بين الشك واليقين .
من الصعب أن يتصور الإنسان العادي الذي نال قسطا محدودا من المعارف ما يدور في عقل العلماء الذين قضوا حياتهم يتأملون ويفكرون في كل ما يحيط بهم من عناصر هذا الكون الفسيح فمن العلماء من ينشغل بهذا الكون المترامي الأطراف حولنا من مجرات وكواكب ونجوم وما يكشفه العلم كل يوم من أسرار عنها، وتنفق الدول الغنية مليارات الدولارات على رحلات استكشافية لا يتعدي مداها مئات الآلاف من الأميال، وهذا بمقياس الفضاء المحيط مثل مسافة المشي من باب بيتك الى باب بيت جارك، ولكنها طبيعة الإنسان وشغف العلماء الذين يريدون كشف سر هذا الكون ومعرفة خباياه وكيف خلق،البعض الآخر من العلماء يغوص في أسرار الخلية والكائنات الحية الدقيقة من بكتيريا وفيروسات وفطريات وبروتوزوا وحشرات وغيرها ليفهمون سلوكها ويستفيدون من وجودها بل ويقون الإنسان من شرها، وعلماء آخرون يبحثون في المادة وذراتها وسلوكها وتجاذبها وتنافرها في عالم غاية في الدينامكية والطاقة المتدفقة ويفترضون المعادلات ويحاولون تحقيقها فيصنعون لنا الطائرات والسيارات والقنابل، وعلماء آخرون انشغلوا بجسم الإنسان والحيوان وذابوا في هواه وصنعه الدقيق وأضناهم التفكير في تشريحه وبنائه وتكامل وظائف أعضائه، ووسط هذا الخضم الهائل من العلوم والمعارف يسبح العالم في فضاء خاص به تكون في الأسئلة أكثر بكثير من الإجابات، ويأتي السؤال المتكرر والملح من خلق كل هذا وما هي قدراته كي ينظم هذا الكون المترامي الأطراف بهذه الدقة الرهيبة والتناسق العجيب الذي يدل على عبقرية لا يستطيع عقل الإنسان ان يستوعبها، من هنا يتأرجح عقل العالم بين النظريات العلمية البحتة والأديان السماوية وقصص الخلق في الكتب السماوية، ويجد نفسه بين شيئين إما أن يصدق بالكتب السماوية والرسل المرسلة التي توفر عليه جهد التفكير في الخلق والخالق وتعطيه أجابه سهلة وبسيطة ليقتنع بها وينسي التفكير في خلق هذا الكون لأنه خلق كما نراه ، وهذا ضد طبيعة العالم الذي لا يقتنع بشيء غير ملموس أو يمكن تحقيقه عمليا، ا ويسير العالم في طريق التشكيك في كل ما لا يقبله عقله ويبحث عن وسائل مقنعه تجيب عن أسئلته عن الخلق والخالق، هذه كانت مسيرة العالم الدكتور مصطفي محمود عليه رحمة الله الذي تقلبت حياته بين الشك في وجود الله واعتناقه للوجودية كأسلوب للحياة إلى أن بدأ يقدم برنامج العلم والحياة وتأمل في كل مكونات الكون وقدم برنامج طالما جلسنا ونحن أطفال وشباب نشاهده ونتطلع معه إلى هذه القدرة العجيبة للخالق الذي تفوق قدرته كل قدرات البشر مجتمعه والذي لا أول له ولا آخر وكان أسلوبه رحمه الله مشوق وبسيط قرب الينا العلوم الصعبة ،وكم سعدنا بقراءة كتبه العديدة وهكذا انتقل مصطفي محمود ونقل الكثير معه من الشك إلي اليقين فتحولت حياته لخدمة العلم والإسلام وأسس المركز الإسلامي الرائع في قلب القاهرة والذي يشهد لتحول رحلته من الشك الي الإيمان
دكتور محمد المليجي